الهجمة الاستيطانية على محافظة بيت لحم بعد العام 1967 و حتى جدار الفصل العنصري

الهجمة الاستيطانية على محافظة بيت لحم بعد العام 1967 و حتى جدار الفصل العنصري
 

 

محافظة بيت لحم خلال عقود الاحتلال الإسرائيلي

 

مقدمة:

 

بيت لحم , مدينة فلسطينية عريقة ذات أهمية تاريخية و دينية لكافة الأديان السماوية, تعيش حالة من التفكك و الحصار نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الذي عمل على عزل المحافظة من الداخل بشق الطرق الالتفافية و إقامة الحواجز العسكرية التي أدت إلى قطع أوصال المحافظة. كذلك الأمر فيما يتعلق بارتباط بيت لحم مع سائر محافظات الضفة الغربية حيث أدى الجدار الفاصل و التي تقوم إسرائيل بتشييده حول المحافظة إلى عزل بيت لحم عن سائر محافظات الوطن و على وجه التحديد عن مدينة القدس و التي تبعد عدة كيلومترات. تربط مدينة بيت لحم بمدينة القدس علاقة تاريخية, روحية, اقتصادية و ثقافية امتدت على مدار قرون من الزمن حيث أدت العزلة المفروضة على بيت لحم إلى تقويض الدعائم الاقتصادية للمحافظة التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على السياحة الدينية, الأمر الذي أدى إلى تفشي البطالة بشكل مرتفع (65%) بين أبناء المحافظة الذين أضحوا عاجزين عن توفير قوتهم اليومي بعد الحصار الإسرائيلي و الآن الجدار الفاصل الذي أتى على جزء كبير من الأراضي الزراعية لأبناء المحافظة.

 

بيت لحم : المحافظة

 

شكلت محافظة بيت لحم كمثيلاتها من سائر محافظات الوطن هدفاً للاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة مذ العام 1967, و رغم خصوصية المحافظة و المدينة على وجه التحديد كونها مهد لميلاد السيد المسيح, لم يترك الإسرائيليين فرصة إلا و اقتنصوا من المحافظة فعاش السكان حتى هذا اليوم ظلم الاحتلال الإسرائيلي يوم بيوم على مدار ما يقارب 38 عاماً, منها 4 أعوام مضت, كافح فيها الفلسطينيون خلال الانتفاضة المجيدة, الاحتلال الإسرائيلي.  

 

بيت لحم: الجغرافية السياسية

 

تقع مدينة بيت لحم على بعد 9 كيلومترات جنوب مدينة القدس, حيث بلغت رقعة مساحتها 626.5 كم² و ذلك قبل حرب العام 1967 و التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية و قطاع غزة. و بعد الاحتلال الإسرائيلي للمناطق  الفلسطينية و منها محافظة بيت لحم, شرع الاحتلال بإعادة ترسيم حدود المحافظات بما يتناسب و رؤيتها الخاصة, غير عابئة بالنتائج المترتبة على ذلك, و قد حظيت محافظة بيت لحم بنصيبها حيث اقتطعت إسرائيل بعد الاحتلال, ما مساحته 18.5 كم² من أراضي المحافظة بهدف ضمها لحدود بلدية القدس الاسرائيلية الجديدة و الغير قانونية لتصبح مساحة المحافظة كما هو مسجل اليوم 608 كم² تسكنها ما يقارب 177 ألف نسمة (بحسب تقديرات مركز الاحصاء الفلسطيني للعام 2004) موزعين في ثلاث تجمعات رئيسية هي بيت لحم, بيت جالا و بيت ساحور بالإضافة إلى 72 تجمع سكني وثلاثة مخيمات للاجئين.

 

هذا و قد كثفت إسرائيل عدوانها على محافظة بيت لحم خلال عقود الاحتلال المستمر حتى اليوم, حيث تم الاستيلاء على  18,7كم² (3%) من أراضي المحافظة و بناء 21 مستوطنة إسرائيلية يقطنها أكثر من 74 ألف مستوطن إسرائيلي, هذا بالإضافة لشبكة من الطرق الالتفافية و التي أسهمت بعزل التجمعات الفلسطينية و خاصة في أطراف المحافظة عن مراكز التجمع و الخدمات في المحافظة.

 

و تحتل الطرق الالتفافية الاسرائيلية القائمة في محافظة بيت لحم مساحة 32 كم طولي موزعة على أطراف و داخل حدود المحافظة في حين أن هناك خطط إسرائيلية لزيادة عدد الطرق  الالتفافية بمساحة تقدر ب 77 كم. هذا و تجدر الإشارة هنا بأن الخطر الحقيقي للطرق الالتفافية يكمن في ما يعرف (Buffer Zone) أو مساحة الارتداد التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على طول امتداد تلك الطرق و التي عادة ما تكون 75 متر على جانبي الشارع, و تتراوح المساحة المقتطعة للطرق الالتفافية حوالي 19 كم² أو 3.1% من المساحة الكلية للمحافظة, فضلاً عن فصل المحافظة إلى 3 أقسام و هي:

 

1) المنطقة الغربية 2) المنطقة الريفية 3) ما بينهما.

 

و كان مصطلح ‘طرق التفافية’ قد بدأ بالظهور في مرحلة اتفاقيات أوسلو و هي تعريف لطرق أقامها الإسرائيليون في المناطق الفلسطينية المحتلة بهدف ربط المستوطنات الاسرائيلية مع إسرائيل و القواعد العسكرية الاسرائيلية المتواجدة في الضفة الغربية, كذلك لربط المستوطنات بعضها ببعض. و تمثل الطرق الالتفافية الاسرائيلية جزءاً من خطة الفصل العنصرية التي تسعى إسرائيل إلى فرضها في الأراضي المحتلة حيث تمنع إسرائيل في العديد من الأوقات الفلسطينيين من استعمال ما يسمى بالطرق الالتفافية مما أسهم بفصل المناطق و السكان عن بعضهم البعض و عن أراضيهم و مراكز الخدمات الرئيسية.

 

الاستيطان في محافظة بيت لحم

 

لقد تجاوز وجود الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة أية معايير مسبقة حيث شملت مخالفات الاحتلال الاسرائيلية بالإضافة لاقتلاع الأشجار و هدم المنازل و مصادرة لأراضي لبناء قواعد عسكرية, ترسيخ رؤية إسرائيلية لإيجاد دولة يهودية العرق على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب العام 1967 من خلال إنشاء و توسيع رقعة مساحة المستوطنات الاسرائيلية, التي من خلالها تسعى إلى تحجيم او  حتى إلغاء فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة و مترابطة الأوصال. هذا و تعود بداية الاستيطان الإسرائيلي في محافظة بيت لحم إلى عقد الستينات من القرن الماضي, تحديداً عقب احتلال إسرائيل للمناطق الفلسطينية بعد حرب العام 1967, فكانت مستعمرة كفار عصيون أولى المستعمرات الاسرائيلية في محافظة بيت لحم سرعان ما تفشت في سائر مناطق المحافظة ليصل عددها إلى 21 مستوطنة إسرائيلية مدرجة ضمن خطة إستراتيجية مبرمجة للنهوض بمشروع ما يعرف بالقدس الكبرى.

 

الجدول التالي يشير إلى أسماء المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أراضي تابعة لمحافظة بيت لحم و تاريخ تأسيسها مع عدد سكانها و مساحتها.

 














































































































































المساحة (دونم)

عدد المستوطنين

تاريخ الإنشاء

إسم المستوطنة

 

903

517

1967

 كفار عتصيون

1

882

302

1969

  روش زوريم

2

817

3146

1971

   ألون شافوت

3

3290

30200

1971

 جيلو

4

470

890

1975

 ألي عازار

5

351

397

1972

 هار جيلو

6

307

395

1977

 متسبيه شليم

7

1053

1116

1977

 تقوع

8

58

30

1978

 هادار بيطار

9

2133

7037

1979

  افرات

10

69

غير معروف

1969

 عين فشخة

11

362

650

1982

 ألي دافيد (نيقوديم)

12

567

1065

1982

 نيفي دانيال

13

183

200

1999

كفار الداد

14

134

120

1984

 جفاعوت

15

4188

24045

1990

  بيطار عيليت

16

284

3793

1991

 جيفعات هاماتوس

17

51

201

1991

 مشوكي دارجوت

18

2248

غير معروف

1997

هار حوما ( أبو غنيم )

19

390

767

1989

 بيت يان ( تسوريف )

20

26

40

0000

  أفينات

21

 

18766

74911

المجموع

 

 






خارطة توضح المواقع الاستيطانية الاسرئيلية في
محافظة بيت لحم

 


 

بيت لحم ضمن عملية السلام

 

خلال المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في أوسلو ‘2’ تم تقسيم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق وهي أ، ب، ج تكون السيطرة عليها خلال فترة المرحلة الانتقالية للمفاوضات كما يلي:

 

مناطق أ:   تكون تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة،

مناطق ب: تكون السلطة الفلسطينية مسؤلية إداريا عن هذه المناطق بينما تكون إسرائيل مسؤلة عن الأمور الأمنية،

مناطق ج: تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة

ومع التقدم في المفاوضات منذ مفاوضات أوسلو وحتى المفاوضات التي تمت في شرم الشيخ أصبحت مساحة هذه المناطق في محافظة بيت لحم كما هو مبين في الجدول التالي:

 











































 

التوزيع السكاني 2004

مركز الاحصاء الفلسطيني

التقسيمات 2000

بحسب تفاهمات شرم الشيخ

% من تعداد المحافظة

السكان

% من مساحة المحافظة الكلية

المساحة كم2

 

61,4

108,678

7,8

47,6

منطقة أ

32,8

58,056

5,5

33,8

منطقة ب

5,8

10,266

69,7

424

منطقة ج

——–

—–

17

102,4

محمية طبيعية

100

177,000

100

607.8

المجموع

 

 

يتبين من الجدول أن ما نسبته 94,6% من السكان يتمركزون في منطقة أ+ ب و هم موزعون على 13,3% (81.4 كم² ) من أراضي المحافظة, حيث تصل نسبة الكثافة السكانية إلى 1980 شخص/ كم² في حين أن ما تبقى من السكان موزعين على باقي ال 67.7% (424 كم² ) من أراضي المحافظة بكثافة سكانية تصل إلى 20 شخص / كم² . و قد نقلت إسرائيل مسؤولية السيطرة على المحميات الطبيعية في المحافظة إلى السلطة الفلسطينية عقب اتفاقية شرم الشيخ المبرمة في شهر أيار من العام 2000.

 

هذا و قد عمدت إسرائيل إلى استخدام أساليب شتى تحت أطر قانونية مختلفة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين, كان أكثرها تأثيراً الأوامر العسكرية التي ظللت مصادرة الأراضي الفلسطينية بشرعية غير مباشرة بحسب القانون الإسرائيلي و من أهمها الأمر العسكري رقم 58 للعام 1967 و المعروف باسم ‘قانون أملاك الغائبين’  و الذي يجيز نقل أراضي و أملاك لفلسطينيين تم تصنيفهم من قبل إسرائيل ‘غائبين’ و نقلها تحت صلاحية الإدارة المدنية الاسرائيلية. هذا و قد عرف الاسرائيلية كلمة ‘غائبين’ بأنهم فلسطينيين أو غيرهم قد غادروا الضفة الغربية قبل أو خلال أو بعد حرب حزيران العام 1967. و نتيجة الأمر العسكري رقم 58 تمكنت السلطات الاسرائيلية من الاستيلاء على 340 كم² من أراضي محافظة بيت لحم التي تم تصنيفها أراضي غائبين.

 

كما أصدرت الإدارة المدنية الاسرائيلية في العام 1969 أمراً عسكرياً تحت رقم 320 تم بموجبه منح المؤسسة العسكرية الاسرائيلية أجازة مصادرة الااراضي بغرض ‘للمنفعة العامة’. و هنا تجدر الإشارة بأن التفسير الإسرائيلي للمصطلح ‘منفعة عامة’ يعني للاستعمال اليهودي فقط, و عليه فقد كانت عمليات المصادرة التي تتم بالعادة بذريعة المنفعة العامة تتم لشق طرق التفافية بهدف خدمة المستوطنات الاسرائيلية.

 

بيت لحم و جدار الفصل العنصري

 

 توضح المخططات الاسرائيلية بان جدار الفصل العنصري سيمتد في محافظة بيت لحم بطول 50 كم بدأ من شمال شرق المحافظة من مدينة بيت ساحور وباتجاه الغرب عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وحتى الجبهة الشمالية – الغربية والغربية لمدينة بيت جالا . وقد تم حتى منتصف العام 2004 اتمام بناء ما يزيد عن 15 كم طولي وهي عبارة عن شارع عسكري وخنادق مع اسلاك شائكة بعرض يتراوح ما بين 60 م – 100 م وكذلك 1,1 كم عبارة عن قواطع اسمنتية بارتفاع 9 امتار وذلك في مقاطع مختلفة في مدينة بيت ساحور والقرى المحيطة (الخاص والنعمان) وبيت لحم ( منطقة قبة راحيل ) ومدينة بيت جالا شمال وغربا.

 






 

وسيعمل جدار الفصل العنصري في محاقظة بيت لحم على فصل اراضي المحافظة الزراعية منها على وجه التحديد عن المناطق السكنية فيها.  بموجب ذلك سوف يتم فصل ما يقارب 11.5% من مساحة المحافظة (608 كم ²) اي بما يشكل 70 الف دونم والتي ستقع خلف امتداد الجدار حيث سيتعذر على اصحاب هذه الاراضي الوصول اليها الا من خلال تصاريح خاصة تصدر عن الادارة المدينة الاسرائيلية وذلك بعد اثبات ملكيتهم لتلك الاراضي من خلال قائمة من الاجراءات والاوراق الثبوتية والتي يتم استصدار الجزء الاكبر منها  من دائرة الاراضي الاسرائيلية . والجدير ذكره بان التصاريح المزمع توفيرها لاصحاب الاراضي ستقتصر على المذكور اسمائهم في الاوراق الرسمية وحسب, مما سيجعل الوصول اليها مقتصرا على اشخاص معدودين للاعتناء بتلك الاراضي .

 

وبالاضافة الى استهداف اسرائيل للمناطق الزراعية في المحافظة فان الجدار الفاصل وفي حال استكمال العمل فيه سيحرم المناطق الحضرية في محافظة بيت لحم من ما يعرف باراضي التوسع الطبيعي للمنطقة العمرانية في تلك المحافظة الامر الذي يؤذن بحالة اختناق سكاني وبيئي في المحافظة نتيجة انحسار المنطقة العمرانية بالمساحة القائمة حاليا .كذلك سيتسبب جدار الفصل الاسرائيلي في عزل المناطق الريفية في المحاقظة عن المراكز والمدن الرئيسية فيها وبالتالي حرمان المواطنين في المناطق الريفية من العديد من الخدمات الرئيسية والتي لا تتوافر الا في مراكز المدن ( شرطة – اسعاف – مطافئ – مستشفيات و جامعات ….. الخ) ومنها ( بتير – حوسان – نحالين – النعمان – الخاص – الولجة – واد فوكين). كما ستفقد المناطق الريفية الجزء الاكبر من اراضيها الزراعية والتي تشكل مصدر دخل للعديد منها في المحاقظة بعد ان يقطع جدار الفصل تلك الامتدادات عن اصحابها.

 

الجدار الفاصل والقطاع الصحي

 

بالاضافة لكون الجدار عامل في فصل المناطق السكنية في محافظة بيت لحم عن بعضها البعض ققد اتى الجدار الفاصل على القطاع الصحي في المحافظة حيث سيقطع طرق التواصل ما بين المناطق الريفية ومراكز الخدمات الصحية الرئيسية في مراكز المحافظة والتي توفر الخدمات الطبية لما تزيد نسبته عن 50% من سكان المحافظة والبالغ عددهم 170 ألف مواطن.

 

الجدار الفاصل والقطاع التعليمي

 

سيعمل الجدار الفاصل عند استكماله الى ضعضعة العملية التعلمية في المحافظة بشكل ملحوظ وذلك بعد قطع الطريق عن ما يقارب 6000 طالب و 140 معلم ومعلمة متواجدين في المناطق الواقعة خلف الجدار من الوصول الى مراكز التعليم الا من خلال نقاط تفتيش وحواجز عسكرية اسرائيلية تهدف بالاساس الى منع تلك الفئة من الوصول الى 14 مدرسة بشكل منتظم . وبالتالي سيتعين على الطلاب والمعلمين اللجوء الى طرق اخرى مغايرة او تحويل مناطق تعليمهم الى مناطق يكون الوصول اليها اقل صعوبة الامر الذي يترتب علية مضاعفة المسافات والتكلفة.

 

الجدار الفاصل والقطاع الزراعي

 

يشكل الجدار الفاصل خطرا على القطاع الزراعي في محافظة بيت لحم وذلك لما سيقوم به من عزل للاراضي الزراعية في المحافظة عند استكمال الجدار والذي يمتد بطول 50 كم . وتقدر حاليا المساحة التي تم تدميرها بفعل خط سير الجدار بحوالي ال 1000 دونم من الاراضي الزراعية وذلك على اثر 15 كيلومتر تم تنفيذها في المحاقظة منها 1,1 كم عبارة عن جدار اسمنتي بطول 9 امتار. ويهدد الجدار الفاصل جزء لا يستهان فيه من سلة الغذاء في بيت لحم حيث انه تم اقتلاع ما يقارب ال 2000 شجرة لبناء الجدار الفاصل في حين ان عدد الاشجار المقتلعة منذ بداية الانتفاضة وحتى اليوم قد شارف ال 60 ألف شجرة تقدر القيمة الفعلية والانتاجية لهذه الخسارة بما يقارب ال 7 ملايين دولار امريكي .

 

 هذا وتقدر المساحة التي سيتم استخدامها لخط مسار الجدار (فقط تلك التي سيقام عليها الجدار) عند استكماله حوالي 4000 دونم زراعي, حيث سيشكل الجدار عند استكمالة حاجزا امام حركة المواد الغذائية من المناطق الريفية في المحافظة باتجاه المدن الرئيسية مما سيؤدي الى قلة الوفرة الغذائية وارتفاع القيمة الشرائية لتلك المواد .

 

وسيعكس هذا التدهور في القطاع الزراعي بشكل مباشر وكبير على مصادر الدخل للمزراعين في المحاقظة الامر الذي سيدفع بهم الى مراجعة جدوى استمرار عملهم في القطاع الزراعي . هذا وسيتم عزل ما يقارب ال 14 الف شجرة مثمرة خلف الجدار الفاصل عند استكماله بالاضافة الى ما يقارب ال 60 الف شجرة في مساحات حرجية من المحافظة.

 

الجدار الفاصل و البيئة والحياة البرية

 

 سيكون للجدار الفاصل في بيت لحم تاثير ملحوظ وكبير على المياه والبيئة في المحافظة وذلك لما سيقوم به الجدار من عزل لمساحات شاسعة من الاراضي الطبيعية والتي عانت من تناقص مستمر عبر سنوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل لايتناسب مع الزيادة المستمرة قي عدد السكان وتوسع المساحة العمرانية في المحافظة على حساب الاراضي الطبيعية. كما سيكون للجدار الفاصل اثر كبير على تهديد الحياه البرية حيث سيقوم الجدار بخلق حاجز غير طبيعي, مانع لاستمرار الحياه البرية بشكلها الطبيعي مابين الريف الشرقي والغربي في المحافظة حيث سيؤدي ذلك الى نفوق اعداد كبير من الحيوانات البرية في محاولتها الانتقال ما بين المناطق الريفية في منطقة الفصل والتي ستعرف باسم ‘ منطقة الموت’.

 

الجدار الفاصل والحياه الاجتماعية في المحافظة

 

عندما شرع الاسرائيلين العمل في جدار الفصل في شهر حزيران من العام 2002 بحجة توفير الامن للاسرائيلين هدف الاسرائيلين ايضا الى قطع الطريق على الفلسطينين  من الوصول الى اراضيهم الزراعية والرعوية منها والتي تشكل مصدر اساسي لقوتهم اليومي ولم يأخذ الاسرائيلين بعين الاعتبار الاثار السلبية للجدار الفاصل على المجتمع الفلسطيني برمته من تقطيع للاوصال والارحام وفصل عن الخدمات التي تتواجد في مراكز المحافظة الرئيسية.

 

هذا و سيعزل الجدار ويحيط بالعديد من قرى المحافظة من كافة الاتجاهات مما سيعزلها عن أراضيها الزراعية وعن العالم الخارجي ويقطع التواصل ما بينها وبين البلدات الفلسطينية الأخرى وسيضع أكثر من   14673 مواطن فلسطيني في سجن مغلق وسيؤدي إلى معاناة كبيرة للسكان وحرمانهم من الوصول إلى المراكز التجارية والتعليمية والصحية وغيرها من الخدمات في محافظة بيت لحم. والجدير بالذكر, أنه قد تم هدم العديد من المنازل السكنية في قرية الولجه وبلدة الخضر بحجة عدم الترخيص وتمهيدا لاقامة جدار الفصل واخرها بتاريخ 12/2/2004  . ويبين الجدول التالي أسماء القرى الفلسطينية في محافظة بيت لحم والتي سوف تعزل كليا أو جزئيا نتيجة لتنفيذ مخطط الفصل الإسرائيلي، كما يبين الجدول عدد سكان هذه القرى ونسبتهم المئوية من سكان المحافظة.

 








































النسبة المئوية من سكان المحافظة

عدد السكان

اسم التجمع

%2.46

4186

حوسان

% 1.82

3095

بتير

%2.76

4701

نحلين

%0.93

1593

الولجة

%0.51

881

واد فوكين

%0.085

145

النعمان

%0.042

72

خلة بيت زكريا

%8.607

14673

المجموع

 

 







 











جدار الفصل و القرى المعزوله في محافظة بيت لحم



منطقة قبر راحيل و مسجد بلال بن رباح

 

يعتبر قبر راحيل الواقع في المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم ذات اهمية دينية و تاريخية واثرية حيث يقصده الحجاج من مختلف الديانات السماوية الثلاث وقد منعت القوات الاسرائيلية منذ بدء الانتفاضة دخول الحجاج غير اليهود الى الموقع كخطوة اولى لضم موقع القبر الى بلدية القدس.

 

وبحسب اتفاقية اوسلو2 الموقعة في العام 1995 تم تصنيف منطقة قبر راحيل كمنطقة ‘ج’ وهي منطقة تقع بالكامل تحت السيطرة الاسرائيلية الى حين اتمام مفاوضات الحل النهائي مع السماح للفلسطينين باستعمال الطريق المحاذى لمنطقة القبر ودخول القبر لاغراض دينية. وفي شهر أيلول من العام 2002 اقر مجلس الوزراء الإسرائيلي بالمجلس الامني المصغر خطة قاضية بوضع منطقة قبر راحيل تحت السيطرة الإسرائيلية ومن ضمن المنطقة المعزولة خلف الجدار مع ترسيخ وجود الجيش الإسرائيلي في موقع عسكري ملاصق لقبر راحيل. وفي شهر شباط من العام 2003 تم إصدار أمر عسكري إسرائيلي بمصادرة مساحة 18 دونم في المدخل الشمالي لبيت لحم لضمها إلى حدود بلدية القدس وستؤدي المساحة المصادرة بهدف أقامة جزء من الجدار إلى عزل حوالي 3000 دونم من أراضي بيت لحم الشمالية حيث سيتعذر على أصحاب تلك الأراضي الوصول أليها .

 

 كما سيتم محاصرة ما يزيد عن 40 منشأه سكنية وتجارية و صناعية في محيط القبر نتيجة قرار المصادرة وبعد احتجاج المواطنين على القرار الإسرائيلي تم تعديل القرار أكثر من مرة حيث كان آخر قرار صادر في  هذا الشان  في شهر آب 2004 و يقضي بمصادرة 26.5 دونم و عدم ضم أية منشأه سكنية أو صناعية فلسطينية إلى المساحة المصادرة .  بيد أن الأمر العسكري المعدل لمنطقة قبر راحيل ورغم كونه يستثني أي مبنى فلسطيني فأنة في الوقت ذاته يحرم العديد من المنشات السكنية والتجارية حرية الحركة الأمر الذي سيدفع بالأهالي إلى شق شوارع جديدة ليتمكنوا من الدخول والخروج إلى تلك المنشات كما سيبقى على ال3000 دونم المعزولة على حالها. هذا و قد رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية بتاريخ 18/2/2005 استئناف مقدم من أصحاب الأراضي الواقعة في محيط قبة راحيل و بلدية بيت لحم  للقرار الإسرائيلي الصادر في شهر آب 2004.

 






التعديل الاخير على مسار الجدار في منطقة قبر راحيل

 

 

هذا ويتلخص العمل في الجدار في محافظة بيت لحم على النحو التالي:

 



  • بداية العمل:- لقد بدأ العمل في الجدار الفاصل في محافظة بيت لحم  في شهر نيسان من العام 2002 وذلك اثناء انشغال العالم اجمع بحصار كنيسة المهد.


  • منطقة البداية:- لقد كانت نقطة بداية العمل في هذه المحافظة هي المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة بيت لحم بالقرب من حاجز300 و المعروف باسم حاجز جيلو العسكري المقام على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.


  • مراحل الجدار:- لقد بدا العمل بالجدار على عدة مراحل ويمكن اجمالها على النحو التالي:



1- المرحلة الاولى: كانت تمتد من حاجز جيلو المقام على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم باتجاة الشرق ليلتهم مئات الدونمات من ارضي مدينة بيت لحم باتجاه جبل ابو غنيم وام العصافير.

 

2- المرحة الثانية: كانت شرق وشمال شرق مدينة بيت ساحور حيث امتدت من شمال شرق مدينة بيت لحم باتجاه جبل الديك واسكان الروم الارثودوكس ومن ثم باتجاه قريتي الخاص والنعمان.

 

3- المرحة الثالثة: امتدت من شمال شرق مدينة بيت جالا اي من منطقة شارع رقم 60 (شارع الانفاق) باتجاه مسجد بلال بن رباح مرورا ببئر عونا و بخلة حمامة ومن ثم مخيم عايدة حيث تم بناء جدار من الاسمنت المسلح بارتفاع 9 امتار وعلى طول المخيم وصولا الى منطقة مسجد بلال بن رباح والمقبرة الاسلامية حيث تم اصدار امر عسكري اسرائيلي جديد يوضح مسار هذا الجدار في منطقة المسجد حيث يتضح بانه سيتم بناء جدار  بارتفاع 9 امتار وسيعزل جميع هذه المنطقة عن باقي المدينة .

 

4- المرحلة الرابعة: من المخطط لها ان تمتد من مدينة بيت جالا باتجاه الغرب حيث سيتم عزل الريف الغربي من المحافظة, واضعاً عدد من قرى الريف الغربي (الولجة, بتير, حوسان, نحالين و واد فوكين) في معزل كبير عن مركز الحياة في المحافظة. كما سيتم فصل عدد من القرى المذكورة في معازل اضاقية منها قرية الولجة و التي سيتم محاصرتها بالجدار و الأسلاك الشائكة حيث سيتسنى لسكانها الدخول و الخروج من بوابة حديدية عند مدخل القرية بالاضافة الى الحاجز الرئيسي الذي يفصلهم عن مدينة بيت لحم. اما فيما يتعلق بقرى بتير, حوسان, نحالين و واد فوكين و التي كان من المقرر محاصرتهم في معازل فقد أشار المخطط الأخير لمسار الجدار الى عدم محاصرة القرى المذكورة خلافاً لقرية الولجة حيث أنهم معزولين تماماً خلف الجدار و محاصرين بالتجمعات الاستيطانية و الطرق الالتفافية و التي ستشكل بدورها جداراً حول تلك القرى.  

 






 

سيبلغ طول الجدار في محافظة بيت لحم حوالي 50 كم و قد تم استكمال 15 كم منه حتى اليوم وبعد الانتهاء من العمل سوف تبلغ المساحة المعزولة خلف الجدار حوالي 70000 دونما معظمها اراضي زراعية مزروعة باشجار الزيتون المثمرة واللوزيات,  هذا وقد تم اقتلاع ما يزيد عن 2000 شجرة مثمره في هذه المرحلة, بالاضافة الى وجود الاف الدونمات التي ما زالت مهددة بالمصادرة لغرض الجدار.

 

ألأوامر التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية حول الدخول أو الخروج من المناطق المعزولة

 

أمر بخصوص الأوامر الأمنية لمناطق يهودا والسامرة ( رقم 378) – 1970: إعلان بخصوص إغلاق المنطقة رقم س/2/03/ (منطقة السيم) (المنطقة المعزولة خلف الجدار):-



  • أعلن بهذا أن ”منطقة السيم“ (المنطقة المعزولة خلف الجدار) هي منطقة مغلقة


  • لا يسمح لأي شخص بالدخول الى المنطقة المعزولة أو وجوده فيها


  • أي شخص موجود في المنطقة المعزولة يجب ان يغادرها حالا


  • حدود التطبيق للبند 3 من هذا الإعلان لا ينطبق على:



  1. الإسرائيلي


  2. أي شخص يكون قد أعطي تصريح مني أو من أي شخص مخول من قبلي للدخول الى المنطقة المعزولة والإقامة هناك



  • الشخص الذي عمره على الأقل 16 سنة وإقامته الدائمة في يوم سريان هذا الإعلان تكون في المنطقة المعزولة يسمح له الدخول والإقامة هناك طالما هو حاصل على تصريح خطي مني أو من أي شخص مخول من قبلي يصرح فيه ان هذا الشخص إقامة سكنه الدائمة في المنطقة المعزولة وكله منوطا بالشروط المفصلة بالتصريح: 


  • الدخول أو الخروج من والى المنطقة المعزولة سوف يكون من خلال الممرات المعلمة بالون الأزرق على الخارطة وكله منوطا بالشروط المحددة مني أو من أي شخص مخول من قبلي.

في 7/10/2003 أصدر العميد الإسرائيلي ايلان باز رئيس الإدارة المدنية أوامر تصف كيف يمكن ” لسكان المدى الطويل ” الحصول على“ تصريح إقامة طويل الأمد“  

ينص الأمر على ما يلي:



  • يجب على مقدم الطلب أن يقوم شخصيا ومباشرة بتقديمه إلى ”السلطات المختصة“ والتي هي المكتب الإسرائيلي للتنسيق المدني من أجل الحصول على تصريح


  • يقدم المكتب الإسرائيلي للتنسيق المدني ومكتب الارتباط الطلب للفحص من قبل لجنة خاصة مشكلة لهذا الغرض،


  • تكون اللجنة الخاصة مخولة بتجديد تصريح الإقامة طويل الأمد أو عدم تجديده أو بالاعتراف بشخص جديد يطلب إقامة طويلة الأمد أو عدم الاعتراف به،


  • يمكن إصدار تصريح لأي فرد (معترف به كمقيم طويل الأمد) من عمر 12 سنة فما فوق


  •  كل شخص يسكن في المنطقة المعزولة يجب أن يحمل تصريح شخصي للمرور من اجل الدخول والخروج من المنطقة،


  • أي كان يريد أن يدخل مركبة بمحرك يجب عليه تعبئة طلب خاص.

 

تعليمات إلى الفلسطينيين الذين ليسوا سكان أمد طويل للمنطقة المعزولة حول كيفية دخولهم للمنطقة المعزولة : التعليمات تشمل 12 تصنيفا لأصحاب الطلبات الممكن إعطائهم تصاريح دخول:



  • أصحاب الأعمال في المنطقة المعزولة؛ تاجر، موظف، معلم، طالب، موظف السلطة الفلسطينية، زائر، موظف منظمة دولية، موظف سلطة محلية، أو شركة بنية تحتية، عضو فريق طبي، و ” جميع الأهداف الأخرى)،


  • يجب أن يشرح أصحاب الطلب سبب عبورهم من خلال ” نقطة تحكم’ معينة ولماذا يريدون المبيت في المنطقة المعزول،


  • إذا أراد أصحاب الطلب البقاء والمبيت في المنطقة المعزولة، عليهم تقديم التماس للمبيت مبينا التفاصيل عن مضيفه، 


  • يجب أن يقدم أصحاب الطلب مجموعة من الوثائق الداعمة،


  • كل طلب سوف يفحص من قبل مسئول خاص في الإدارة المدنية: رئيس القسم الاقتصادي سوف يقيم طلبات التجار والموظفين والمزارعين؛ مسئول فريق التعليم سوف يفحص الالتماسات من المعلمين والطلاب؛ مسئول فريق الصحة سوف يأخذ بعين الاعتبار طلبات من أعضاء فريق طبي.

 











 


(اعداد معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج



 


 


 

Categories: Israeli Violations